الإعلام العربي- تحديات السردية، التوجيه، والتأثير العالمي
المؤلف: أسامة يماني11.27.2025

إن الغرب لا يرغب بتاتًا في أن يرى قادةً شبابًا لامعين يظهرون في عالمنا العربي؛ وذلك بدافع الخشية من التقدم والازدهار الاقتصادي الذي قد تشهده منطقتنا، كما يرهب الغربُ الأفرادَ الأقوياءَ والندّية. ولهذا الغرض، يُسَخِّر إعلامه لتقديم رواية مشوهة ومغلوطة تمامًا عن المنطقة وقادتها ومجتمعاتها وأنظمتها، وذلك بهدف تنفير المستثمرين المحتملين، ويعرض صورة منافية للحقيقة عن القيادات والمبادرات والسياسات والبرامج الحكومية، مستخدمًا في ذلك سردًا زائفًا يدعي امتلاكه للمعرفة الكاملة بكل تفاصيل القصة، من أحداث وشخصيات وأزمنة وأمكنة، ومن ثم يقوم بتشكيل الأحداث وربطها ببعضها وتقديمها للمشاهد أو القارئ من خلال بناء سردي مضلل يتم اختياره وتبنيه بعناية من قبل الإعلام الغربي.
من المؤسف القول إن بعض وسائل إعلامنا تفتقر إلى وجود رؤية واضحة في معظم الأعمال التي تقدمها. فالقنوات العربية تعج بافتعال الأخبار والأحداث بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، دون أن يشتمل البرنامج على أي مغزى سواء كان صريحًا أو ضمنيًا، أو على أي عبرة أخلاقية أو سياسية أو غيرها، والتي يفترض أن تكون هي الهدف الأساسي من تسليط الضوء على تلك الأحداث. وبعبارة أخرى، لم يستوعب الإعلام العربي بعد أن وظائف وسائل الإعلام والاتصال الحديثة لا تقتصر فقط على نقل الأحداث والوقائع وتفسيرها من وجهة نظره الخاصة، بل يجب عليه أيضًا أن يكون له دور فعال في صنع هذه الأحداث وصياغة القرارات وتوجيه الرأي العام وتشكيل سلوكه وأفكاره.
إن السياسة الإعلامية التي حظيت بموافقة مجلس الوزراء السعودي بتاريخ 20/10/1402هـ، والتي تمثل مجموعة المبادئ والأهداف التي يرتكز عليها الإعلام المحلي، هي في جوهرها مبادئ وغايات نبيلة، إلا أنها تتطلب مزيدًا من التكيف مع الواقع المعاصر لكي تنعكس بشكل فعال في البرامج والسرديات التي تسعى إلى توجيه الرأي العام وتشكيل سلوكه وأفكاره، وتحقيق المبادئ والأهداف التي تطمح إليها السياسة الإعلامية السعودية التي اعتمدها مجلس الوزراء.
إن المملكة العربية السعودية تواجه حملة إعلامية ضارية وشرسة من قبل الغرب ومن قبل الحاقدين والحاسدين. والإعلام الغربي هو إعلام مؤثر بلا شك، ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال أنه لا يوجد من يستطيع مجابهته ومنازلته في الساحة الإعلامية. لقد نجح الإعلام الغربي في إقناع جمهوره بأنه إعلام يتمتع بالمصداقية والاحترافية والحيادية وغيرها من الصفات الحميدة، إلا أن الواقع يشير إلى بعده الشاسع عن هذه القيم. ومثال صارخ على فشل الإعلام الغربي وخوفه من المنافس هو منعه للقنوات الروسية من البث في أراضيه. ومع ذلك، استطاع الإعلام الروسي أن يوصل رسائله وروايته إلى الطرف الآخر، وأثبت جدارته في مواجهة الآلة الإعلامية الغربية الضخمة. إن الإعلام العربي يحاول تقليد نظيره الغربي بشكل مبتذل وسطحي، بعيدًا عن الأهداف والمبادئ السامية التي وضعها لنفسه. وهناك قصور واضح في معالجة المشكلات أو الاكتفاء بتحديد بعضها دون التعمق في طرح قضايا ثقافية وفكرية وأمنية أو سياسية بشكل شامل وواسع، كما هو منصوص عليه في السياسات الإعلامية المعتمدة من مجلس الوزراء السعودي كمثال.
للأسف، ثمة شبه غياب لإجراء الدراسات والبحوث المتخصصة على الجمهور، سواء بشكل مستقل أو من خلال المؤسسات الأخرى المتخصصة في هذا المجال، وذلك بهدف التعرف على احتياجاتهم وتحديد المشكلات التي تواجههم، حتى يمكن بالتالي تحديد الكفاءات المناسبة للمعالجة والوسائل المثلى لذلك.
إن الكفاءات موجودة بالفعل، ولكن القيادات الإعلامية العربية الإدارية العليا المكلفة لم توفق في تطبيق خطة واستراتيجية واضحة المعالم، وتعوزها القدرة على استيعاب الكفاءات وتوزيع المهام وتبادل الأدوار، وذلك من أجل إيجاد حراك حقيقي وفعال في منظومتنا الإعلامية العربية، وإحياء حيوية مجتمعية قادرة على صنع الأحداث وصياغة القرارات وتوجيه الرأي العام وتشكيل سلوكه وأفكاره.
معذرةً إعلامنا، ما زال الطريق طويلاً أمامك في الساحة الإعلامية العالمية، لكي تصبح مؤثرًا على الصعيدين المحلي والعالمي، وقادرًا على صنع الأحداث وطرح الأطروحات الثقافية والفكرية التي تثري المجتمع وتدل على حيويته وفعاليته.
من المؤسف القول إن بعض وسائل إعلامنا تفتقر إلى وجود رؤية واضحة في معظم الأعمال التي تقدمها. فالقنوات العربية تعج بافتعال الأخبار والأحداث بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، دون أن يشتمل البرنامج على أي مغزى سواء كان صريحًا أو ضمنيًا، أو على أي عبرة أخلاقية أو سياسية أو غيرها، والتي يفترض أن تكون هي الهدف الأساسي من تسليط الضوء على تلك الأحداث. وبعبارة أخرى، لم يستوعب الإعلام العربي بعد أن وظائف وسائل الإعلام والاتصال الحديثة لا تقتصر فقط على نقل الأحداث والوقائع وتفسيرها من وجهة نظره الخاصة، بل يجب عليه أيضًا أن يكون له دور فعال في صنع هذه الأحداث وصياغة القرارات وتوجيه الرأي العام وتشكيل سلوكه وأفكاره.
إن السياسة الإعلامية التي حظيت بموافقة مجلس الوزراء السعودي بتاريخ 20/10/1402هـ، والتي تمثل مجموعة المبادئ والأهداف التي يرتكز عليها الإعلام المحلي، هي في جوهرها مبادئ وغايات نبيلة، إلا أنها تتطلب مزيدًا من التكيف مع الواقع المعاصر لكي تنعكس بشكل فعال في البرامج والسرديات التي تسعى إلى توجيه الرأي العام وتشكيل سلوكه وأفكاره، وتحقيق المبادئ والأهداف التي تطمح إليها السياسة الإعلامية السعودية التي اعتمدها مجلس الوزراء.
إن المملكة العربية السعودية تواجه حملة إعلامية ضارية وشرسة من قبل الغرب ومن قبل الحاقدين والحاسدين. والإعلام الغربي هو إعلام مؤثر بلا شك، ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال أنه لا يوجد من يستطيع مجابهته ومنازلته في الساحة الإعلامية. لقد نجح الإعلام الغربي في إقناع جمهوره بأنه إعلام يتمتع بالمصداقية والاحترافية والحيادية وغيرها من الصفات الحميدة، إلا أن الواقع يشير إلى بعده الشاسع عن هذه القيم. ومثال صارخ على فشل الإعلام الغربي وخوفه من المنافس هو منعه للقنوات الروسية من البث في أراضيه. ومع ذلك، استطاع الإعلام الروسي أن يوصل رسائله وروايته إلى الطرف الآخر، وأثبت جدارته في مواجهة الآلة الإعلامية الغربية الضخمة. إن الإعلام العربي يحاول تقليد نظيره الغربي بشكل مبتذل وسطحي، بعيدًا عن الأهداف والمبادئ السامية التي وضعها لنفسه. وهناك قصور واضح في معالجة المشكلات أو الاكتفاء بتحديد بعضها دون التعمق في طرح قضايا ثقافية وفكرية وأمنية أو سياسية بشكل شامل وواسع، كما هو منصوص عليه في السياسات الإعلامية المعتمدة من مجلس الوزراء السعودي كمثال.
للأسف، ثمة شبه غياب لإجراء الدراسات والبحوث المتخصصة على الجمهور، سواء بشكل مستقل أو من خلال المؤسسات الأخرى المتخصصة في هذا المجال، وذلك بهدف التعرف على احتياجاتهم وتحديد المشكلات التي تواجههم، حتى يمكن بالتالي تحديد الكفاءات المناسبة للمعالجة والوسائل المثلى لذلك.
إن الكفاءات موجودة بالفعل، ولكن القيادات الإعلامية العربية الإدارية العليا المكلفة لم توفق في تطبيق خطة واستراتيجية واضحة المعالم، وتعوزها القدرة على استيعاب الكفاءات وتوزيع المهام وتبادل الأدوار، وذلك من أجل إيجاد حراك حقيقي وفعال في منظومتنا الإعلامية العربية، وإحياء حيوية مجتمعية قادرة على صنع الأحداث وصياغة القرارات وتوجيه الرأي العام وتشكيل سلوكه وأفكاره.
معذرةً إعلامنا، ما زال الطريق طويلاً أمامك في الساحة الإعلامية العالمية، لكي تصبح مؤثرًا على الصعيدين المحلي والعالمي، وقادرًا على صنع الأحداث وطرح الأطروحات الثقافية والفكرية التي تثري المجتمع وتدل على حيويته وفعاليته.
